المياه هي نعمة من الخالق عز و جل ، وهبنا اياها نقية و خالية من كافة الملوثات ، و لكن يد الانسان كانت السبب في تلوثها ؛ لتتحول من مصدر حياة له الي وسيلة للمرض
و بالرغم من تعدد مصادر المياه الملوثة ، الا ان آثار سموم مياه الخزانات ؛ لهي الاقوي و الاوسع مدي ، و هذا يرجع للاستخدام الكثيف للخزانات ، و خصوصا الان بعد التوسع العمراني الافقي الذي نشهده علي مستوي العالم ، و الذي جعل من الصعب علي المياه ان تصل من خطوط شبكات المياه الرئيسية المنتشرة تحت الارض ، الي الادوار العالية الارتفاع ؛ لذا كان لابد من استخدام الخزانات ؛ ليتم حفظ كميات ضخمة من المياه بها ؛ لتكن متوفرة تحت يد الانسان ، عندما يحتاج اليها
و تأتي دول الخليج من ضمن قائمة اكثر الدول استخداما للخزانات علي مستوي العالم ؛ نظرا لعدم توفر مصادر اساسية للمياه العذبة " الانهار " بتلك الدول ، مثل المملكة العربية السعودية ، التي تمتاز بطبيعتها الجغرافية الصحراوية ، لذا لمسألة المياه ، فانها تعتمد بشكل كلي علي تقنية تحلية مياه البحر بالمقام الاول ، و من ثم تأتي عدة مصادر اخري ، مثل استخدام المياه الجوفية ، و اعادة تنقية مياه السيول و الامطار
لذا تواجد الخزانات بالمملكة العربية السعودية هو امر ضروري و لا غني عنه ؛ لتقوم بحفظ المياه بداخلها لفترات طويلة علي حسب استخدام الاهالي ، و بخلاف الخزانات الرئيسية التي تعتمد عليها الدولة لتخزين المياه ، فان تصميم كل مبني ، يكن مزود بمكان مخصص لخزان المياه ، و بمعظم الاحيان يتواجد علي اسطح المباني ؛ ليتمكن من تزويد كافة ادوار المبني بالمياه بشكل دائم
الاهمال هو نقطة التحول لمياه الخزانات ، الذي يجعل منها مياه ملوثة و خطرة علي صحة الانسان ، بعدما كانت مياه نقية و صالحة للشرب
و نحن هنا ، نتحدث عن الاهمال في اعمال عزل و تنظيف و تطهير الخزانات ، فكما ابرزت حملة الرقابة التي اجريت علي الخزانات ، ان هنالك خزانات لم يتم تنظيفها من اعوام طويلة ، و الصدمة الاكبر كانت تكمن بداخلها عند فتحها ؛ فوجد انها تحولت لملاذا للزواحف و الميكروبات ، و هذا غير الكم الهائل للاوساخ و الملوثات
فالدراسات العلمية ، اثبتت ان الخزانات في عرضة دائمة للتلوث و نمو الطفيليات ، خاصة خلال الطقس ذو درجة الحرارة المرتفعة ، و هذا غير الحشرات و الزواحف ، التي يمكن ان تتسلل اليها ، اذا لم يتم احكام غلق فتحات الخزان
و من اخطر انواع الملوثات الحية ، التي يرتبط ظهورها بصورة دائمة في خزانات المياة
و لكن تلوث مياه الخزانات لا يقع بشكل كلي عبر الملوثات الحية ، بل جزء كبير منه تتسبب به الملوثات الغير حية ، و ربما من ابرزها ، هي مادة صنع الخزان ذاتها
تختلف انواع الخزانات بناءا علي نوعية المادة المستخدمة في تكوين بنيتها ، و لكن الفايبر جلاس يعد من الانواع الحديثة للخزانات ، حيث انهالم تظهر سوي مؤخرا ، و لكن يزال هنالك اقبال علي استخدام سائر انواع الخزانات ، و التي تشمل
تقريبا ، هذه الانواع الخمس يعدوا من اكثر انواع الخزانات استخداما لتخزين المياه
و لكن مهما كان نوع الخزان ، فان لم يتم اجراء الاحتياطات اللازمة له من عزل و صيانة دورية ؛ فبالتأكيد ستتحول مادة الخزان هي الاخري .... لمصدر تلوث للمياه
فمثلا خزانات الصلب و الاستانلس ستيل و الخرسانة المسلحة ، عرضة للتآكل و الصدأ بنسبة كبيرة جدا ؛ بفعل المياه ، و بالتالي فان المركبات السامة الناتجة من هذا التآكل ، ستختلط فورا مع المياه ، ليكن مصيرها هو جسم الانسان
اما خزانات الفايبر جلاس ، فهي عرضة للشقوق سريعا ، و في هذه الحالة تصبح غير صالة للاستخدام ؛ لان هذه الشقوق تتحول لمساكن للبكتريا و الميكروبات الخطرة للانسان
و الاسوأ هنا ، هي خزانات الاسبستوس ، لان تلك المادة الخطرة جدا هي من المواد المسرطنة ، التي سرعان مع الوقت ستنفصل من الخزان ؛ لتختلط بالمياه ، و من ثم بداخل جوف الانسان
و بخلاف التغير الكيميائي الخطير ، الذي سينال جزيئات المياه من خلال كافة تلك الملوثات ، الا ان الانسان سيلاحظ بقوة التغير الفيزيائي الذي طرأ عليها ، من حيث الطعم و اللون و الرائحة ؛ لتتخذ اللون البني المصفر ، و تظهر الرائحة العفنة ، و تأخذ الطعم الغريب الغير مستحب
فكن حريصا من تلقاء نفسك علي اتباع الاحتياطات ، و هذا لسلامتك و سلامة عائلتك